برنامج "وآمنهــم من خــوف" يناقش "الأمن الثقافي من منظور إسلامي"

الدوحة - قنا

دعا الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الدول العربية والإسلامية إلى تعزيز قدراتها في مختلف المجالات لتعزيز أمنها الثقافي والحفاظ على هويتها وتراثها وفي الوقت ذاته التفاعل الحضاري الإيجابي إفادة واستفادة .

ورأى سعادة الدكتور الكواري أن تحقيق الأمن الثقافي الإسلامي يقوم على تطوير خطين متوازيين أحدهما يتعلق بتعزيز الوضع الداخلي في البلدان الإسلامية في مختلف المجالات بينما الثاني يهدف لتعزيز دور الأقليات المسلمة في البلدان غير الإسلامية .

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الرابعة من برنامج "وآمنهم من خوف" التي ناقشت موضوع "الأمن الثقافي من منظور إسلامي" وشارك فيها سعادته إلى جانب فضيلة الشيخ الدكتور محمد أحمد حقار مدير مركز الدراسات الأفريقية والعربية بالعاصمة التشادية (إنجامينا).

وتطرقت الجلسة إلى قضايا متعددة في إطار البحث في الأمن الثقافي من منظور إسلامي ومن ذلك مفهوم الأمن الثقافي وقضايا العولمة واللغة العربية والهوية في افريقيا ودور العلماء في تحقيق الأمن الثقافي .

ورأى سعادته أن مفهوم الأمن الثقافي من المنظور الإسلامي هو نتيجة لكل ما يكسب الأمة قدرة على المحافظة على ما يميزها عن غيرها رغم تحول الظروف والوقائع ويعزز قدرتها على صيانة لغتها وثقافتها ومؤسساتها الدينية وطرق تفكيرها وتاريخها ويجعلها أمة مطمئنة تصان فيها الحقوق والأنفس والعقول .

كما أوضح سعادة الدكتور الكواري أن الأمن الثقافي أمن يعم جميع أنواع الأمن ( السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والروحي ...).مضيفا " بهذه المفاهيم الشاملة يكون للأمن الثقافي الإسلامي دور في حراسة الهوية الإسلامية وإعادة الأمة الى الفعل الحضاري ".

وبشأن العولمة وتهديدها للثقافات المحلية والوطنية أوضح سعادته أن العولمة أرادت تكريس الوجه الواحد للثقافة بعد سنوات من انطلاقها لكنها اصطدمت مع سنن ومفاهيم كونية مؤكدا أن التنوع الاثني والثقافي أمر طبيعي وسنة إلهية ..وقال " إن الله شاء أن تكون ألسننا وألواننا مختلفة وتلك أية من آيات الخلق ".

ونبه سعادة الدكتور الكواري إلى أن العالم اليوم يتحدث عن (Glocalism) وهي تزواج بين المحلي والعولمي " فنصحح أخطاء العولمة بالثقافة المحلية بمفهومها العام.

وأضاف " يكفي أن نعي حدود العولمة وأبعادها لنعالج أخطاءها بما ورثناه من ثقافة محلية فهي لم تعد تشكل خطرا داهما فهي في انحسار يوما بعد يوم وقد صارت في العالم تكتلات جديدة اقتصادية واستراتيجية .