تواجه الأمة الإسلامية تحديات كبيرة، فعلاوة على تراجعها عن مكانتها أمة رائدة في مجال الابتكار العلمي الدقيق استطاعت أن تنتج للبشرية عقولا اقترنت علوم عديدة بأسمائهم إلى زماننا هذا، وفقدانها لموقعها كأمة رائدة صانت التنوع الثقافي، وحضنت أتباع أديان وأبناء أعراق وشعوب وقبائل شتى، تعيش الآن وضعا غير مسبوق من التراجع بعد أن تداعت عليها الأمم، واشتعلت نار النزاع في أرجاء بعض بلدانها، بينما سرت موجة التغريب والخضوع بين شبيبتها؛ لتعصف بقيمها، وتخلخل التوازن الدقيق الذي كاد أن يكون سمة خاصة بها.
هذا الوضع الشاذ الذي تعيشه الأمة، لا ينسجم مع حقيقة ما ينبغي أن تكون عليه من قوة ومناعة، وهي التي توفرت لها كافة مقومات النهوض وأسس إعادة بناء الحضارة وتحقيق التنمية الحقيقية والعادلة. ولما كان العلماء ورثة الأنبياء، فإن مسؤوليتهم في رم ما انصدع من الصفوف محققة، ودورهم في تثبيت شباب الأمة على قيم الدين القويم ضرورية ومطلوبة، إذ بترسيخ القيم المبنية على الاعتدال، البعيدة عن الغلو، تتهيأ العقول لتقبل الحي من الأفكار، ويضيق الخناق على انتشار الأفكار القاتلة المميتة التي تحمل أبناء الأمة على الركون لغيرها المعلوم والمجهول، فتعطل طاقتهم الفاعلة التي يتطلبها الابتكار وتستوجبها النهضة.
فكيف ينظر علماؤنا إلى دورهم ومسؤوليتهم في ترسيخ القيم
وما هي سبل تواصلهم مع شباب الأمة
وما هو نوع الخطاب الديني الذي يحقق غاية تواصل صحيح بين الشباب المسلم وعلماء أمته
وما دور مؤسسات العلماء في تحقيق نهضة الأمة
وكيف يستشرفون مستقبل الأمة في ظل ما تعيشه في الوقت الراهن من انقسام وصراع للمرجعيات الدينية.