يعتبر مفهوم التطرف من المفاهيم العائمة التي يصعب إيجاد تعريف موحد لها، فهو من جهة يرتبط بظروف تاريخية ودينية واجتماعية واقتصادية وسياسية، ومن جهة أخرى يتغير باعتبار الزوايا المفترضة للاعتدال؛ إذ إن محددات مفهوم الاعتدال تتباين وفق القناعات والقيم السائدة في كل مجتمع من المجتمعات.
والتطرف في الغالب الأعم سواء كان فرديا أم جماعيا، هو أخذ زاوية في النظر والسلوك تختلف عما توافقت عليه الجماعة الكبرى (القبيلة، الشعب، الأمة..)، ويكون التطرف بأخذ أقصى الطرفين سواء بإلغاء وسلب ورفض كل ما توافقت عليه الجماعة الكبرى، أو بالغلو في التماهي مع أفكارها إلى درجة أن تصبح فيه قوانينها متجاوزة لحدود الدين والقيم، مما يمنع إخضاعها للمساءلة أو يدفع كل محاولة للتجديد أو الإصلاح.
تسعى هذه الجلسة إلى استعراض مختلف أنماط التطرف والعواقب الوخيمة لها، ومناقشة سبل التوافق المجتمعي لمواجهة أفكار التطرف والحد من آثارها السلبية على الأمة بأسرها.
وسيتم مناقشة الموضوع من خلال المحاور التالية:
•تعريف مصطلح التطرف وتأصيل مفهومه وفق منظور إسلامي
•كيف عالجت الأمة الإسلامية مسألة التطرف عبر تاريخها المديد؟
•مسببات التطرف المتمثلة في: الظلم و الاستبداد، ومصادرة الحريات، وسوء توزيع الثروة، وضعف مناهج التعليم.
•كيف صار التطرف مرادفا للتعصب؟
•الربط الخاطئ بين التدين والتطرف، وعلاقة ذلك بالتصورات الغربية العلمانية للدين.
•ما هي سبل مراجعة التطرف وآليات التعامل مع المتطرفين.