يُعَرَّفُ خطاب الكراهية بأنه :"ما يتبلور من إشارات أو عبارات أو سلوكات تلحق إحساسا بالنقص، وتتسبب بأضرار مادية على أساس التمايز في العرق أو الدين أو الجنس، أو الانتماء الترابي".
ويعكس خطاب الكراهية نزوعا عدوانيا لدى أصحابه، ورغبة في تدمير الآخر وإقصائه وإخضاعه مما ينافي فطرة الاجتماع التي جُبِلَ الإنسانُ عليها. وقد تم تجريم هذا النمط من الخطاب في قوانين كثير من الدول.
وتدخل مفاهيم :الإسلاموفوبيا" و"ازدراء الأديان" ضمن خطاب الكراهية نظرا لما تسببه من احتقان في العلاقات بين أهل الأديان في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من ذلك فإنها تجد مجالا خصبا في الإعلام الجديد رغم صدور مواثق عديدة تجرمها.
أما في المنظور الإٍلامي، فإن خطاب الكراهية ينافي التعاليم وثقافة المسلمين؛ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ سورة الحجرات 10-11، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى". و"ليس منا من دعا إلي عصبيةٍ، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبيةٍ".
كما أن خطاب الكراهية ينافي فكرة التعارف التي أسس لها الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يقول عز وجل: ، ويقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ سورة الحجرات، الآية 13.
وتأسيسا على ما سبق، فإن هذه الجلسة من برنامج وآمنهم من خوف ستناقش المحاور التالية:
توضيح موقف الإسلام من خطاب الكراهية
الإسلاموفوبيا وسبل مجابهتها
تجريم خطاب الكراهية في القوانين الدولية
التعليم والإعلام ودورهما في تطويق خطاب الكراهية
سبل تغليب التسامح والتعايش على الكراهية في المجتمعات المسلمة