"وآمنهــم من خــوف" منتدى للأمن الثقافي بقطر

سيد أحمد الخضر-الدوحة

تدور جلسات منتدى "وآمنهم من خوف" الذي انطلقت أعماله بالعاصمة القطرية الدوحة حول تجديد الخطاب الديني والعلاقات المجتمعية والكراهية والتحولات والتحديات التي يموج بها العالم الإسلامي المنتدى -الذي يسعى إلى بلورة الأمن الثقافي من منظور إسلامي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويستضيف نخبة من الدعاة والعلماء والمفكرين من مختلف الدول العربية وأفريقيا وأميركا وأوروبا.

وينطلق المنتدى من أن الاضطرابات والقلاقل التي تعصف بالعالم الإسلامي تعود أساسا لضعف الوعي الديني وغياب الفهم السليم لجملة من القيم والمبادئ، مما يحتم على العلماء والمفكرين انتشال الناس من الحيرة وتصحيح المفاهيم لديهم.

ويرى القائمون على المنتدى أن القطيعة بين الأمة ومفكريها وعلمائها خلقت فراغا تعمل تيارات وحركات على ملئه بما لا يخدم سيرورة المجتمع ولا يستجيب لتعاليم الدين القويم.

الحوار والفهم

وقال رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية بتشاد الدكتور حقار محمد أحمد إن المنتدى يكتسب أهمية كبيرة في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي أزمات متعددة يعود الكثير منها لغياب الفهم السليم للدين.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الأوضاع الراهنة في المنطقة تؤكد أن الأولوية باتت للحوار الإسلامي-الإسلامي وليست للتواصل مع الثقافات الأخرى، لأن أطراف الأزمات حاليا كلهم أتباع دين واحد.

وحث رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية المشاركين في المنتدى على تصحيح المصطلحات وتنقية المفاهيم الإسلامية من الشوائب التي لحقت بها والعودة بالناس إلى هدي القرآن الكريم.

 

وفي الجلسة الأولى من المنتدى تحدث الدكتور موافي عزب مستشار وزير الأوقاف القطري عن قيمة الزمن في الرؤية الإسلامية وارتباطه بالغاية من الخلق، واعتبار الوقت مسؤولية كبرى وأمانة عند الإنسان يسأل عنها بين يدي ربه.

وشدد عزب على أن الإيمان القوي يجب أن يصب في اتجاه الأعمال الخيّرة التي تنفع الأمة وتحقق الأمن النفسي والاجتماعي لخلق مجتمع راشد ومتحضر.

أما الداعية البحريني عادل الحمد فدعا إلى ضرورة اعتماد برنامج إسلامي تتضح فيه الصورة الشاملة والمتكاملة للعبادة التي شدد على أنها مفهوم يتجاوز الشعائر إلى كل ما ينفع الأمة والمجتمع.

ودعا مشاركون إلى جعل شهر رمضان محطة إيمانية تتجسد فيها قيم التكافل والتراحم بين أفراد الأمة التي تعيش اليوم أزمات الحروب والفقر والتهجير.

محاور ومحاضرون


ويتناول العلماء والمفكرون عدة محاور، من بينها: الأمن الثقافي من منظور الإسلام، والتطرف وسبل معالجته، وإصلاح التعليم الديني، والتحولات التي تشهدها الدول العربية والإسلامية.

ويحاضر في المنتدى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري الدكتور غيث بن مبارك الكواري ورئيس علماء البوسنة والهرسك الشيخ حسين كفازوفيتش والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محيي الدين علي القره داغي ورئيس رابطة علماء أفريقيا الشيخ محمد بن أحمد زحل والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية الدكتور نهاد عوض.

كما يتحدث في منتدى الأمن الثقافي الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر الشيخ محمد يسري وأستاذ القانون الدولي بجامعة أكسفورد بروكس الدكتور جواد الجوهري والدكتور ثقيل الشمري نائب رئيس محكمة التمييز في قطر والدكتور أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

المصدر : الجزيرة